والشقة التي لم يتغير شيء في طابعها الهندسي منذ ترميمها، بدءاً من النوافذ المصممة على شكلرأس حربة والتي تعود بتاريخها الى القرنين الرابع عشر والخامس عشر، اضافة الى المدفأة الضخمة المزينة بالنقوش والتي يلمح بعضها الى الخطايا السبع المحفورة فوق خلفية
من الصلصال. فهذه المدفأة تعود في الأساس الى قصر اساقفة «لنجر».
وتميز صالة الاستقبال الأعمدة القوطية ومنحنياتها العليا البديعة، تكاملت مع جلسة حولطاولة منخفضة من قصب «البامبو»، محاطة بمجموعة من الأرائك الوثيرة المغطاة باقمشة
من الحرير والطنافس من تصمي ادوار رامبو. كما يقابلها من الجانب الآخر بوفيه انيق من
الخش تعلوه لوحة كبيرة تحمل توقيع جوكسوا دو مات، بينما يحتل الزاوية المجاورة
عمود للاضاءة هو عبارة عن شمعدان طويل بسطح ممتلىء بالرمل تثبت فوقه الشموع.
وهو من تصميم جوزيف كرم.
ان رحابة المكان وخصوصيته الزخرفية سمحت للديكور بتجاوزات غير مألوفة.حيث يبدو هذا الأمر واضحاً في الصالة المجاورة لصالة الاستقبال الرئيسية، حيث عمد سكانالشقة في ما مضى الى حجب نوافذها وتحويلها الى غرفة نوم. وقد أعاد كرم لهذه الصالة
وظيفتها الأولى وتم تحويلها الى صالة طعام، يفصلها عن الصالة الرئيسية حاجز من الحديد
المطرق بتخاريم زخرفية تحيلنا الى إسبانيا القرن السابع عشر.
وتنسقت طاولات المائدة بتدرجات اللون الخوخي مع أطباقمن اللون الرمادي يتدلى فوقها «اباجور» زجاجي للإضاءة.
وهكذا تتوالى المشاهد الزخرفية في هذه الشقة باساليب مختلفة تتناغم وتتصادم فيما بينها بانسجام ورشاقته.
اما حين نتجه الى المطبخ، سنجد أنفسنا داخل مساحة رائعة مغرقة بالحداثة. وقد سلطت الأضواء فيه على موقد رائع من ماركة «اجا» الفاخرة، مما خفف من حضور باقي
العناصر، واستعمل لهذه الغاية نوعا من تدرجات الطلاء الرمادي، الذي غطى الأرضية
والجدران وخزائن المطبخ، بينما تفردت الثلاجة ومسرب البخار فوق الطباخ بالأينوكس.
اما سطح البار الذي يلعب صلة الوصل بين المطبخ والصالة التابعة له فقد نسق برفمن الخشب «الوينغي»، و زين الجدار بلوحات. بينما تدلت من السقف
عناصر إضاءة من تصميم الفرنسي ارنو دو بتي فيل.
أما أجواء الحمام فتعيدنا الى الطرز اليونانية والرومانية القديمة، مما يبعث احساسابالسفر الى تلك الأزمنة عبر هذه الباقة من الأجواء الزخرفية المثيرة.
اما في الطابق العلوي من الشقة غرفة المكتب التي كسو جدرانها وعناصر اثاثها ايقاعات متدرجة من اللون الرمادي تدعو الى الهدوء والراحة.
وفي غرفة النوم الرئيسية جلسة حميمة يحتلها مقعدان ملبسان بالمخمل، ويتسلل الى هذه الغرفةالنور من خلال الستائر التي تزين النوافذ والمنفذة من الحرير والموهير الناعم.
حوض الاستحمام في الحمام الرئيسي مصاغ بأسلوب مميز، فهومغطى تماماً بالرخام والفسيفساء القديمة،
وقد راعى التصميم بين الراحة والرفاهية في كل التفاصيل، حتى الدقيقة منها.
أما غرفة الضيوف، فلا شيء يفصلها عن حمامها المكسو بالموزاييك
الأسود والأينوكس الذي يتعايش بانسجام مع هذا الجو.
وفي غرفة نوم أخرى جدرانها ملبسة بالخشب، وتحمل طابع الطراز الريجنسي من بدايات
القرن الثامن عشر، عمل كرم على الاستفادة من الأعمدة المستطيلة الناتئة في الجدران
محولا أحدها الى رأس للسرير، بعد تلبيسه بالحرير.
استطاع كرم من خلال مشروعه هذا، ايجاد نمط جديد من المواجهة بين الثقافاتمن خلال سيناريوهات زخرفيه بارعة، أبدع في ا
بتكارها على امتداد أجواء هذه الشقة التي جمع فيها بين الطراز القوطي وروح الأسلوب المعاصر